تحقيق صفة العزة على الكافرين
إذا كان الإنسان ذليلاً للمؤمنين وفي المقابل مع الكافرين عزيزاً غليظاً عليهم فقد حقق الشرطين، وهذا لا يتعارض مع العدل، والغلظة على الكافر ليست ظلماً للكافر، بل هي عدل؛ ولذلك نحن عندما نجاهدهم فإننا نجاهدهم؛ لأن الجهاد عدل، ونجاهدهم ونغلظ عليهم كما أمر الله تبارك وتعالى رسوله صلى الله عليه وسلم فقال: (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ))[التوبة:73]، وقال سبحانه: (( وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً ))[التوبة:123].فهذه الغلظة من العدل، وليس فيها اعتداء، بل هي حق، وليست الغلظة أيضاً بغياً، فنحن حين نجاهدهم فإننا لا نقتل إلا من أمر الله تعالى بقتله، ولا نقتل من نهانا النبي صلى الله عليه وسلم عن قتله، ففي كل أمورنا نحن مقيدون بالعدل وبالقسط وبالحق.إذاً: هذا لا يتعارض مع العدل، والغلظة أن يرى عدو الله تعالى منك ما يغيظه ويكدر أمره، إما بكلمة غليظة، ولا نعني بكلمة غليظة أن المسلم يسب أو يشتم، وإنما بالقوة في الحق والموقف، وإما عملاً يسيء إليه، كأن تهدم ما يبني هذا الكافر، وتحبط عمله، وتجتهد في رد كيده، وإفشال سعيه.وإما إن كان أعلى من ذلك كمن يريد بالإسلام والمسلمين حرباً، فتحاربه وتقاتله وتقتله إذا لم يكف شره إلا بذلك، وإذا لم يخضع لحكم الله ويدفع الجزية فإنه يقاتل حتى يقتل.